Home دولي > كيري في جنيف وواشنطن تدعو إلى وقف القصف على حلب وروسيا تتحدث عن مفاوضات لضمها إلى نظام التهدئة
كيري في جنيف وواشنطن تدعو إلى وقف القصف على حلب وروسيا تتحدث عن مفاوضات لضمها إلى نظام التهدئة

كيري في جنيف وواشنطن تدعو إلى وقف القصف على حلب وروسيا تتحدث عن مفاوضات لضمها إلى نظام التهدئة

1.0 بواسطة (1) زائر 3182 قراءة منذ : 2-5-2016

دعت الولايات المتحدة الى وقف عمليات القصف على مدينة حلب المدمرة وتثبيت وقف اطلاق النار في كل انحاء سورية، وذلك قبل وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد الى جنيف لاجراء محادثات طارئة حول النزاع السوري.

فبعد قصف شنته قوات النظام والمعارضة ليل السبت، ساد هدوء هش صباح امس مدينة حلب (شمال)، لكن لا يزال السكان يتحصنون في منازلهم خوفا من تجدد اعمال العنف.

والسبت فر العشرات من سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعدما تم استهدافها بغارات جوية مكثفة شنها النظام على ثاني مدن البلاد التي اصبحت ساحة المعركة الرئيسية في الحرب الاهلية التي دخلت عامها السادس.

وفي حين تبقى عملية السلام معلقة بخيط رفيع، يصل كيري الى جنيف للتباحث مع مبعوث الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا ونظيريه السعودي والاردني حول وقف اطلاق النار والانتقال السياسي في محاولة لانهاء حرب قتل فيها اكثر من 270 الف شخص منذ عام 2011.

على الجانب الاخر نقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الروسية قوله امس إن المفاوضات جارية ليشمل نظام التهدئة المؤقت في سورية مدينة حلب.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن الجنرال سيرجي كورالينكو المسؤول عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية قوله "حاليا تجري مفاوضات نشطة لتطبيق نظام التهدئة أيضا في محافظة حلب."

وأعلن الجيش السوري بدء تطبيق التهدئة في وقت متأخر من يوم الجمعة في مناطق في البلاد لكن حلب استبعدت منها واستمر القتال العنيف فيها الذي أنهى هدنة أبرمت في فبراير .

ولم يفصح كورالينكو عمن يتفاوض لتطبيق نظام التهدئة في حلب لكنه أشار إلى أن "التهدئة" حول دمشق مددت لأربع وعشرين ساعة إضافية حتى الساعة 2100 بتوقيت غرينتش اليوم بالتنسيق "مع الولايات المتحدة والسلطات السورية."

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش أكّد تمديد التهدئة في دمشق من دون أي ذكر لحلب.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن كورالينكو قوله إن نظام التهدئة في اللاذقية وحول دمشق متماسك إلى حد كبير.

وقد دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 27 فبراير بمبادرة من واشنطن وموسكو الداعمتين لطرفي النزاع في سورية، لكن المعارك في حلب والغارات التي يشنها نظام الرئيس بشار الاسد منذ 22 ابريل تشكل انتهاكا.

وعقد كيري محادثات الجمعة والسبت عبر الهاتف مع دي ميستورا ومنسق المعارضة السورية رياض حجاب، وقال لهم "ان وضع حد للعنف في حلب والعودة في نهاية المطاف الى وقف دائم (للاعمال العدائية) هما اولوية".

وكرر كيري دعوة روسيا الى "اتخاذ التدابير اللازمة لوقف انتهاكات النظام، خصوصا الهجمات العشوائية على حلب".

وكانت روسيا، حليفة الاسد القوية التي تقاتل المتطرفين الى جانبه ويتهمها الغرب بقصف فصائل المعارضة، اعلنت انها لن تطلب من النظام التوقف عن قصف حلب، مشيرة الى "مكافحة التهديد الارهابي" .

والسبت، ادت نحو ثلاثين غارة شنها النظام على مناطق المعارضة الى سقوط عشرة قتلى، بينهم طفلان، بحسب الدفاع المدني في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب حيث لا يزال يقيم نحو 200 الف شخص.

وفي اليوم نفسه، فر عشرات العائلات من حي بستان القصر الذي قصف بعنف على مدى ايام عدة. ولجأ البعض الى مناطق اكثر امنا، والبعض الاخر ترك المدينة عبر طريق الكاستيلو الذي يعتبر المخرج الوحيد بالنسبة اليهم.

ومنذ 22 ابريل، قتل اكثر من 246 مدنيا في تفجيرات واطلاق صواريخ من جانب الجيش والفصائل المقاتلة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان النظام يواصل حملته العنيفة ضد حلب "لانه يريد ان يدفع سكانها نحو النزوح بهدف شن هجوم عسكري" لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ولم تشن صباح امس اي غارة على احياء المعارضة في حلب. لكن الشوارع كانت مهجورة، اذ ان احدا لا يجرؤ على الخروج خوفا من ضربات جديدة.

لكن تقارير اشارت الى غارات على الليرمون، الضاحية التي تسيطر عليها المعارضة على المشارف الشمالية لمدينة حلب.

وفي ظل مأساة حلب، انتشر هاشتاغ "#حلب تحترق" بشكل كبير على الشبكات الاجتماعية، داعيا الى تظاهرات تضامن في العديد من البلدان من 30ابريل الى 7 مايو. واعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري، جماعة المعارضة الرئيسية في المنفى، ان فرص التوصل الى حل سياسي باتت في خطر ما لم يضغط المجتمع الدولي على النظام لوقف غاراته على مدينة حلب.

واضاف انس العبدة في اسطنبول ان "النظام لا يرغب في حل سياسي ولا في وقف الاعمال العدائية"، معتبرا ان على الولايات المتحدة انقاذ عملية السلام التي تواجه مأزقا في جنيف.

ولم يتم تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات، لكن الامل ضئيل جدا في حل هذا النزاع الكثير التعقيد، في ظل الاختلافات العميقة.

وينشغل المجتمع الدولي بوضع حد لتهديد الجماعات المتطرفة التي تحتل مساحات كبيرة من الاراضي في سوريا والعراق المجاور، وبوضع حد لتدفق السوريين الذين وصلوا الى ابواب اوروبا.



Top