أطلقت الشرطة السودانية الغاز المدمع على مئات تجمعوا وسط الخرطوم اليوم الخميس في احتجاجات لليوم الثاني على مقتل طالب خلال مظاهرة داخل حرم جامعة أم درمان الأهلية أمس، وهتف المحتجون ضد نظام الحكم ومن بين الشعارات التي رددت "مقتل طالب مقتل أمة. يسقط حكم العسكر".
وتقتصر عادة الاحتجاجات في السودان على الجامعات، لكن مظاهرة اليوم جرت وسط الخرطوم، وهو أمر غير مألوف.
واندلعت اشتباكات لاحقا في احتجاج آخر شارك فيه المئات أمام جامعة الخرطوم، واستخدمت الشرطة الهراوات لتفريق المتظاهرين، في حين رشقها الطلاب بالحجارة.
وكان الطلاب تظاهروا أمس الأربعاء في جامعة أم درمان الأهلية، مما أدى إلى صدامات بين طلاب مؤيدين لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وآخرين ينتمون لقوى المعارضة، مما تسبب في مقتل الطالب محمد الصادق وجرح آخرين، وهو ما دفع إدارة الجامعة إلى إغلاقها والمطالبة في بيان بالقبض على القتلة وتقديمهم للمحاكمة.
وشيع أكثر من ألفي شخص -يتقدمهم قادة أحزاب معارضة- القتيل، وهم يرددون هتافات مناوئة للحكومة.
وأصدر تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض بيانا حمّل فيه الحزب الحاكم مسؤولية مقتل الطالب، بينما أصدرت أمانة طلاب الحزب الحاكم بيانا ألقت فيه باللائمة على طلاب حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور (المعارضة).
ورأى حزب المؤتمر السوداني المعارض -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن مقتل الطالب، ومن قبله طلاب آخرون، يمثل "حماقة دموية" يرتكبها نظام الحكم في البلاد.
ويأتي مقتل الصادق بعد أسبوع من مقتل طالب آخر في جامعة كردفان بمدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان (وسط البلاد) إثر مواجهات بين مؤيدين للحزب الحاكم وبعض طلاب المعارضة، مما أدى إلى إغلاق الجامعة لأجل غير مسمى كذلك. وقبل أيام، دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق شامل ومحايد في هجمات عنيفة على الطلاب بعد مقتل طالب عمره 18 عاما بالرصاص.
وقالت المنظمة إن أفراد الأمن والمخابرات قتلوا أبو بكر حسن محمد طه في شمال كردفان يوم 19 أبريل/نيسان الجاري حين أطلقوا النار على مشاركين في مسيرة كانوا يعتزمون تقديم قائمة بمرشحيهم من مؤيدي المعارضة في انتخابات جامعية.