لم تصمد الهدنة التي تم الإتفاق عليها في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوب لبنان أكثر من يومان بعد ان بدأت اشتباكات عنيفة بين حركة فتح ومجموعات هيثم الشعيبي وبلال بدر.
انتهت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ أول من أمس في مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين القريب من صيدا جنوبي لبنان بعد عودة الاشتباكات القوية الى المخيم بين المجموعات الاسلامية المتطرفة وحركة فتح.
وكما حدث في المعارك الاخيرة تحول المخيم الى ساحة حرب واجبرت العائلات التي تقطن في اماكن الاشتباكات الى النزوح نحو مناطق اكثر امنا في مشهد بات يتكرر مع كل مواجهة مسلحة يشهدها المخيم.
وقتل ضابط من حركة فتح وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين فى الاشتباكات التى دارت بين فتح ومجموعات متطرفة .
وصرح المستشار الإعلامي للسفارة الفلسطينية فى لبنان حسان ششنية لوكالة أنباء الشرق الأوسط بأن الضابط القتيل يدعى : فادى خضير ونقل جثمانه إلى مستشفى الراعي إضافة إلى ثلاثة جرحى .
وأوضح أن الاشتباكات دارت عندما هاجمت المجموعات المتطرفة جدار مدرسة الموقع واقتحمو موقعا لفتح قرب المدرسة لافتا إلى أن هذا تم بعد ساعات من عقد اجتماع للقيادة السياسية الموحدة للفصائل الفلسطينية بمقر السفارة الفلسطينية فى بيروت وتم خلاله الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار.
ومن جهته صرح مسئول فتح فى مخيم عين الحلوة ماهر شبايطة بأن هجوما للمتطرفين استهدف حاجز درب السيم ومنطقة البستان والشعبة قد فشل وأن المعارك ماتزال مستمرة هناك .
وعلى صعيد متصل اكد مصدر محلى بأن الجيش اللبناني أطلق قنابل مضيئة لمحاولة وقف الاشتباكات بعد أن سقطت قذيقة خارج المخيم فيما وصل رصاص الأسلحة الرشاشة المناطق المجاورة للمخيم ووصل إلى مخيم المية وميه المجاور.
مشيرا إلى أن الأهالي يطالبون بفتح مرر آمن للخروج.
تضارب في الروايات
واختلفت الروايات حول أسباب تجدد المعارك ففي حين أشارت انباء الى ان جماعة بلال بدر وهيثم الشعيبي بادرت الى بدء الاشتباكات بعد وفاة عنصر تابع لهم متأثر بجراح كان قد اصيب بها السبت المنصرم ذكر مصدر فلسطيني متابع للاحداث في عين الحلوة لـ إيلاف ، ان اللواء منير المقدح أطلق النار اولا على منطقة جند الشام كما سرت اخبار تحدثت عن ان الاشتباك هدف الى الهاء القوى الامنية اللبنانية المتواجدة حول المخيم وتسهيل هروب فضل شاكر وافراد يتبعون للشيخ أحمد الاسير بعد اقتراب شبح توقيفهم.
حرمة الدم الفلسطيني
وكشف المصدر الفلسطيني لـ إيلاف عن إجتماع تم أمس الإثنين في مبنى السفارة الفلسطينية الكائن ببيروت حضره السفير الفلسطيني اشرف دبور وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والإسلامية في عين الحلوة وكانت مدة الإجتماع من الثانية بعد الظهر إلى السابعة مساء اكد فيه المجتمعون على حرمة الدم الفلسطيني وعدم السماح بالدخول في صراعات مسلحة.
فتح المعركة
المصدر أضاف بعد إنتهاء الإجتماع اتجه عدد من ممثلي الفصائل إلى منزل إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود لتقديم واجب العزاء بوالدته مشيرا إلى أنه عند التاسعة والنصف ليلا أطلق اللواء منير المقدح النار وبدون سابق إنذار بإتجاه منطقة الطوارئ التي تتواجد فيها مجموعة جند الشام الأمر الذي دفع بعناصر الأخيرة إلى الرد لافتا إلى ان الكل يعلم أن هناك علاقة قوية تربط المقدح بجماعة جند الشام التي تتلقى اموالا واسلحة من اللواء.
وأعرب عن قلقه من مسلسل جديد لتهجير الفلسيطينيين بدأ في مخيم البارد ووصل إلى اليرموك في سوريا والآن في عين الحلوة.
المقدح يتهم جند الشام
بالمقابل قال اللواء منير المقدح، إن ما يسمى جند الشام فتحو النار بشكل عشوائي في مخيم عين الحلوة ما اجبر القوى الفلسطينية للرد على مصادر النيران مضيفا ان أي خرق لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة سيتم الرد عليه بقوة.
ممثل الجهاد: فتح لا تستطيع ضبط عناصرها
وأكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أن الاجتماعات التي عقدتها الفصائل الفلسطينية ليست كما وصفها مشرف الساحة اللبنانية لحركة فتح عزام الأحمد بلا جدوى مشيراً إلى أن هناك مشكلة كبيرة أحد أسبابها هي حركة فتح.
وأضاف الرفاعي أن حركة فتح غير قادرة على ضبط عناصرها متسائلاً: هل المطلوب تخريب مخيم عن الحلوة بأياد فلسطينية.
موضحاً أن طابوراً خامساً يعمل من أجل تدمير المخيم وقد تكون أحد أطرافه هي مجموعات داخل الفصائل الفلسطينية.
وشدد الرفاعي على أن القوة التي تقوم بتدمير مخيم عين الحلوة الآن مسؤولة عن كل الدماء التي تسيل فيه مشيراً إلى أن الفصائل الفلسطينية التي كانت مجتمعة في السفارة اليوم اتخذت قراراً حازماً بالضرب بيد من حديد على كل من يقوم بالعبث بأمن المخيم.
وأوضح أن حركة فتح تتحمل نتيجة توسيع مساحة الإقتتال داخل المخيم وأن هناك مسؤولية تقع على بعض الخارجين عن القانون وقد يكون هناك مسؤولية بدأها بعض المفتعلين للأزمة تحت ضغوطات متعددة لكن حركة فتح يجب أن تأخذ قراراً بعدم توسيع دائرة المعركة وإذا كان هناك مكان تم مهاجمته من قبل جماعات خارجة عن القانون يتم معالجة هذا الموضوع في مكانه وليس من المطلوب أن يتم اتساع دائرة الإشتباكات.
قذائف الهاون تدخل للمرة الاولى
وتسببت المعارك التي استخدمت فيها قذائف الهاون للمرة الاولى بسقوط عدد من القتلى والجرحى عرف منهم العنصر في حركة فتح فادي خضير وبخسائر كبيرة في الممتلكات.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الإشتباكات الأقوى وقعت اثر محاولة تقدم مسلحين اصوليين باتجاه مواقع لفتح بالبركسات وقد جرى استخدام الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية لوقف تقدمهم.
الشعيبي ينفي خبر مقتله
وفي الوقت الذي اعلنت فيه وسائل اعلام لبنانية مقتل المسؤول في جند الشام هيثم الشعيبي تم نشر تسجيل صوتي للاخير ينفي فيه موته ويؤكد ان فتح هي من بدأت الاشتباك مع جماعته ولم يتم التأكد ان كان التسجيل الصوتي حديث او يعود الى اشتباكات سابقة.
واللينو أيضا
كما رد مكتب العميد محمود عبد الحميد عيسى المعروف باللينو على الأنباء التي تحدثت عن مقتله ببيان جاء فيه: يتم تداول معلومات كاذبة هدفها خلط الاوراق و تثبيط الهمم مفادها تعرض العميد اللينو للإصابة مضيفا ما يخيفنا اكثر سلامة اهلنا و امنهم بعد المحاولة الماجورة من قبل كل القوى الظلامية مجتمعة باعلان مشروعها و علانية و هو محاربة الاستقرار و الامن.
وإعتبر مكتب اللينو في بيانه ان القوى الظلامية خدعت كل مكونات شعبنا و بادرت بالهجوم على مواقع حركة فتح غير مهتمة بالجهود لاحلال الامن و الاستقرار ضاربة بعرض الحائط كل القيم الانسانية و الوطنية ويؤكد العميد على اننا جزء من حركة فتح و ان الاختلافات و اختلاف الرأي لا يمنعنا من الضرب بيد من حديد لكل من تسمح له نفسه الآثمة بالاعتداء على حركة فتح و ابنائها وان كل الامكانيات المتاحة تحت امرة ضباط و عناصر الحركة دفاعا عن شعبنا و مشروعنا الوطني. .
