توصل الباحثون إلى أن منشأ طبقة المينا الصلبة المغلفة لأسنان البشر من الأسماك وقالوا إن الحفريات والأدلة الوراثية بينت أن المينا لم تتكون في سياق تطور الأسنان بل إنتقلت من قشور الأسماك الأولية التي كانت قبل 400 مليون عام لتصبح فيما بعد مكوناً أساسياً لأسنان الإنسان.
وطبقة المينا هي أصلب أنسجة في جسم الإنسان والفقاريات الأخرى لكن العلماء بقيوا فترة طويلة وهم ليسوا على يقين من منبع هذه المادة.
قام الباحثون بفحص حفريات لنوعين من الأسماك العظمية ينتميان للعصر السيلوري الذي شهد طفرات في تطور الأحياء البحرية ليجدوا أن المينا الموجودة لدى البشر كانت تغلف قشور الأسماك وليس أسنانها.
وقال الباحثون بعد ذلك خلال ملايين السنين التي تخللتها عدة مراحل للنشوء والإرتقاء إن الأسماك إستغلت مادة المينا لزيادة القوة والصلابة على أسنانها.
وأكد بير اريك البيرج عالم الأحياء القديمة بجامعة أوبسالا السويدية الذي تواجدت نتائج أبحاثه في دورية نيشتر أنه أمر لم يكن متوقعاً فلا توجد المينا إلا في أسناننا وهي في غاية الأهمية لوظائف الأسنان لذا فمن الطبيعي ان نفترض نشأتها في أجسامنا.
إنها ذات أهمية كبيرة لكونها تركيبات تستخدم في التعامل مع الطعام وتجهيزه.
وتعتبر الأسماك أسلاف مختلف الفقاريات البرية بما في ذلك البرمائيات والزواحف والطيور الى جانب الثدييات التي ينتمي اليها البشر.
وصرح جينغ مينغ جو الأستاذ بجامعتي أوبسالا وأوتاوا على الرغم من أن نسيج المينا هذا في أسناننا يستخدم في وظيفة القضم والمضغ فقد كان يستخدم أصلاً كنسيج واق في الأسماك البدائية الحية بما في ذلك أسماك الغار والبيشير.
وأوضحت الحفريات سمكة تسمى أندريوليبس عاشت قبل 425 مليون عام في السويد تملك طبقة رقيقة من المينا على قشورها علاوة على سمكة أخرى تسمى بساروليبس عاشت في الصين قبل 418 مليون سنة وتملك طبقة مينا على قشورها وأيضاً على عظام الوجه لكن لم يلاحظ ظهور المينا على أسنان هذين النوعين.
وكشف الطاقم الجيني الجينوم لسمك الغار الأرقط الذي يعيش في المياه العذبة بوسط الولايات المتحدة وجنوبها والذي لم يبدي عليه أي تغيير يذكر منذ فترة الديناصورات عن المزيد من الأدلة والبراهين.
كانت قشور أسماك الغار وسمك أندريوليبس وسمك بساروليبس مغطاة بطبقة لامعة تشبه المينا فيما رصد الباحثون جينات تختص بتكوين المينا وتنشط في جلد أسماك الغار ما يؤكد أن هذه المادة هي في واقع الأمر أحد أنواع المينا. .
