Home ثقافة > الذكرى التاسعة لرحيل الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ
الذكرى التاسعة لرحيل الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ

الذكرى التاسعة لرحيل الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ

1.0 بواسطة (1) زائر 1214 قراءة منذ : 30-8-2015

في مثل هذا اليوم منذ 9 سنوات وتحديداً في 30 أغسطس من عام 2006 رحل عن عالمنا واحد من أهم أيقونات الفكر والثقافة والأدب والفن والتنوير ليس على الصعيد العربي فحسب ولكن على الصعيد العالمي.

إنه الروائي الشهير نجيب محفوظ الذي يُعتبر أهم روائي أنجبته الثقافة العربية والذي استطاع أن يأخذ الحارة المصرية الشعبية إلى دائرة الضوء والشهرة والدهشة العالمية ويحصل على جائزة نوبل للآداب كأول عربي بل الوحيد حتى الآن يُحقق هذا الحضور الأدبي الكوني.

ولد الروائي العربي العظيم نجيب محفوظ في حي الحسين بالقاهرة عام 1911 وهو ابن موظف بسيط يُدعى عبدالعزيز إبراهيم الباشا وأمه فاطمة ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر.

في عام 1930 التحق بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الفلسفة.

في عام 1938 عمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة ثم مديراً لمكتب وزير الإرشاد ثم انتقل إلى وزارة الثقافة وعمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية.

وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون وآخر كرسي حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما.

وفي عام 1971 تقاعد وأصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.

في عام 1988 مُنح جائزة نوبل في الأدب تقديراً وتثميناً لمسيرته الإبداعية في كتابة الأدب الواقعي والتي استمرت لأكثر من خمسة عقود وبشكل خاص عن رواياته الأربع وهي ثلاثيته الشهيرة التي تضم بين القصرين و قصر الشوق و السكرية وهي أسماء حارات شعبية بحي الجمالية التي نشأ وترعرع فيها نجيب محفوظ ورواية أولاد حارتنا التي نشرها عام 1950 على أجزاء مسلسلة في صحيفة الأهرام ولم تُنشر كاملة إلا في لبنان عام 1962 والتي تعرض بسببها لحملة شعواء قادها الأزهر حيث اتهم بالزندقة والكفر والإلحاد.

وفي عام 1994 أي بعد 45 عاماً من نشر رواية أولاد حارتنا طُعن نجيب محفوظ وهو في عقده الثامن في عنقه على يد شابين مغررين قررا اغتياله بسبب ذلك العمل الفني المثير للجدل.

وقد صُدم العالم حينما ظهر الشاب الذي قام بطعنه في شريط تلفزيوني حيث جرت هذه المحادثة بين القاضي والشاب المتهم:

القاضي: لماذا طعنته؟

الشاب: لأنه كافر وخارج عن الملة

القاضي: وكيف عرفت؟

الشاب: من روايته أولاد حارتنا

القاضي: هل قرأتها؟

الشاب: لا

وبعد 12 عاماً من تلك الحادثة الأليمة رحل نجيب محفوظ بعد أن أعطى الكثير من الأعمال الروائية والفنية والأدبية الخالدة وحصد العديد من الجوائز والألقاب والأوسمة.

تلك هي القصة الميليودرامية لهذا الروائي الملهم والذي أبدع كثيراً في تصوير أبطال رواياته وقصصه القصيرة ولكن قصته وحياته وأفكاره ومعاناته في مجتمعه وخاصة مع من يحتكر الحقيقة المطلقة ويملك الوصاية الكاملة كانت أكثر دراماتيكية وواقعية من رواياته.

نعم قد تكون الحقيقة في كثير من الأحيان أشد قوة ووالماً وبؤساً من كل تلك الأحداث والمواقف والحوارات وكل التفاصيل التي تنسج خيوط القصص الخيالية والروايات الأدبية.

وهنا لابد من سؤال: لماذا يتعرض الكتاب والمبدعون والتنويريون لكل تلك الهجمات والتصفيات من قبل المتشددين والظلاميين والرجعيين؟

أعلم أنه سؤال صعب ومعقد وملتبس ولكنني سأكتفي بذكر أحد الأسباب الرئيسية التي سببها الصراع الأزلي والأبدي بين التنوير والظلامية وبين الفكر والرجعية وبين العقل والخرافة.

إنه الخوف من الحرية والمساواة والعدل والتسامح والانفتاح وقبول الرأي الآخر والتحضر والتمدن وغيرها من القيم والمضامين الإنسانية والحضارية الرائعة التي يُبشّر بها ويُناضل من أجلها الكتاب والمثقفون والتنويريون.

إنه الخوف الذي سيطر ومازال على أعداء الحياة وعشاق الموت وصنّاع الوهم.

يقول نجيب محفوظ: العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها. .



Top