Home عربي > استعادة جثمان طارق عزيز بعد اختفائه
استعادة جثمان طارق عزيز بعد اختفائه

استعادة جثمان طارق عزيز بعد اختفائه

1.0 بواسطة (1) زائر 5380 قراءة منذ : 12-6-2015

السلطات العراقية توافق على نقل جثمان طارق عزيز, نائب رئيس الوزراء في عهد النظام العراقي السابق , إلى الأردن لكي يدفن هناك، وذلك بعد أن تم اختطاف الجثمان في مطار بغداد، حيث اتهمت أرملة عزيز السلطات بممارسات لا إنسانية بحق زوجها المتوفى.

لندن : بعد ساعات من الاعلان عن اختطاف جثمان نائب رئيس الوزراء من مطار بغداد الدولي، اعلن مجلس القضاء الاعلى في العراق أن الجثمان سينقل الى العاصمة الأردنية عمان غدا الجمعة، حيث أوصى عزيز بدفنه هناك.

طائرة اردنية

وجاءت موافقة القضاء هذه بعد ان تم اختطاف احدى المليشيات المسلحة لجثمان طارق عزيز بينما كانت زوجته المقيمة في عمان قد حضرت الى بغداد لاخذ الجثمان ونقله على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الاردنية متوجهة الى عمان .

لكن الجثمان اختفى وعادت زوجة عزيز الى عمان من دونه.

لكن مصدرا عراقيا مطلعا قال الليلة ان مجلس القضاء الاعلى وافق على نقل الجثمان الى عمان يوم غد الجمعة.

واشارفي تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" العراقية الى ان الجثمان سينقل على متن طائرة تابعة لخطوط المملكة الاردنية.

اتهامات

وقال شهود عيان ان الزوجة فوجئت في مطار بغداد الدولي باختفاء جثة زوجها مما دفعها الى توجيه العديد من الاتهامات للسلطات العراقية وقامت باحداث ضجة في المطار وهددت بعقد مؤتمر صحافي في عمان لفضح هذه الممارسات غير الانسانية كما وصفتها.

وبررت السلطات الامنية هذا الاجراء بالزعم بوجود اوامر من جهات عليا بالتحفظ على الجثة في المطار ومنع نقلها الى عمان رغم الموافقة المسبقة التي وافقت عليها الجهات العليا أيضا.

لكن تقارير اشارت الى مليشيا مسلحة قد قامت باختطاف جثمان طارق عزيز ومن ثم استطاعت السلطات استعادته في وقت لاحق الليلة .

وتوفي عزيز (79 عاما) في الخامس من الشهر الجاري في مستشفى الحسين التعليمي في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد)، بعد ان نقل اليها من سجن المدينة اثر اصابته بذبحة صدرية ليصبح بذلك ثالث ابرز مساعدي صدام حسين الذي توافيه المنية قبل تنفيذ حكم الاعدام بعد عام 2003

أسباب إنسانية

ومن جهته، أعلن مصدر رسمي أردني أن سلطات بلاده وافقت على دفن الجثمان في أراضي المملكة لأسباب إنسانية وجاء ذلك بناء على رغبة عائلته، واشار الى انه تتم حاليا مخاطبة السلطات العراقية لتجنب ممانعة الاردن لتتخذ إجراءات هناك من قبلها لتسليم الجثمان لعائلته .

من جانبه، أكد السفير العراقي جواد هادي عباس في عمان على أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد وافق بشروط على نقل جثمان طارق عزيز إلى عمان لدفنه وحسب رغبة عائلته، و كان الشرط هو أن "يؤخذ جثمانه من المطار الى المقبرة مباشرة ليدفن هناك"، مشيراً الى "إمكان اقامة مجلس فاتحة أو عزاء بدون مشاكل".

اوصى بدفنه في الاردن

وكان زياد نجل طارق عزيز قد كشف انه في تشرين الاول عام 2010 عن وصية قد أرسلها والده إلى عائلته عبر محاميه يطلب فيها أن يدفن في الأردن في حال إعدامه أو وفاته على أن يدفن في مرحلة ما بعد تحرير العراق في بلده خشية منه ان يتعرض قبره للتمثيل به من قبل من أسماهم بـ"الغوغائيين".

وقد نعى حزب البعث في العراق طارق عزيز، وصرح المتحدث الرسمي باسمه خضير المرشدي في بيان صحافي : "إرتفع شهيداً بإذن الله الرفيق المناضل الاستاذ طارق عزيز عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب رئيس الوزراء في دولة العراق الوطنية ، اثناء صراعه للظلم والعدوان والمرض في سجون الاحتلال الايرانية المجرمة بعد إعتقاله من قبل القوات الامريكية الغازية عام 2003.

وتأكد بأنه لم يحظ بالرعاية المطلوبة بعد تدهور حالته الصحية ليلتحق خالداً بمسيرة شهداء البعث والعراق والامة".

واشار المرشدي الى انه قد يدفن في الأردن حيث ترى قيادات الحزب أنه المكان الافضل لذلك حيث تقطن عائلته بعد خروجها من العراق عام 2003 .

محكوم بالاعدام

وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد أصدرت في تشرين الأول عام 2012 حكما بالإعدام شنقا حتى الموت بحق عزيز اثر قضية تصفية الأحزاب الدينية .

سيرة ذاتية

يذكر أن الاسم الحقيقي لطارق عزيز هو ميخائيل يوحنا، ولد عام 1936 قرب مدينة الموصل من اسرة كلدانية كاثوليكية وكان يمثل الواجهة الدولية للنظام العراقي السابق.

وقد برز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية خلال حرب الخليج الثانية عام 1991التي اندلعت اثر احتلال العراق للكويت في أغسطس عام 1990 .

وكان المتحدث باسم الحكومة الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية بسبب إتقانه اللغة الانكليزية، وقام عزيز بتسليم نفسه الى القوات الاميركية في 24 نيسان (ابريل) عام2003 اثر دخولها الى بغداد في التاسع من الشهر نفسه.

وقد ولد عزيز في اسرة متواضعة في السادس من كانون الثاني (يناير) عام 1936 في قرية تل كيف المسيحية قرب الموصل شمال العراق ، وهو مسيحي كلداني وتعد أكبر طائفة مسيحية بالعراق ووجوده في حكومة صدام كان يستخدم في العادة كدليل على التسامح الديني للنظام السابق.

وقد عين عزيز وزيرا للاعلام في اواخر السبعينات من القرن الماضي، وفي عام 1977 انضم الى مجلس قيادة الثورة وهو لجنة تحتوي كبار المسؤولين في حزب البعث، الذي كان يحكم العراق وأصبح نائبا لرئيس الوزراء في عام 1979 .

وقد أصبح عزيز شخصية بارزة في الحروب الثلاثة التي خاضها العراق وساعد في الحصول على تأييد الولايات المتحدة للعراق في حربه مع ايران التي دامت من عام 1980 الى عام 1988 وفي اقامة علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد السوفيتي.

وقد صعد نجم عزيز أكثر في الاعلام بعد غزو الكويت في عام 1990 والازمة التي أعقبت ذلك حيث قام بدور دبلوماسي بارز في الفترة التي سبقت حرب الخليج حيث كان وزيرا للخارجية وأظهر اتقانا للغة الانكليزية وقوة أعصاب ومهارات تفاوضية.

وقد رفض رسالة من الرئيس الاميركي آنذاك جورج بوش الاب الى صدام في محادثات اللحظات الاخيرة في كانون الثاني (يناير) عام 1991 بسبب اللهجة المهينة كما وصفها ، وبعد أيام بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة عسكرية قمت باخراج القوات العراقية من الكويت.

وعقب ذلك أصبحت مهمات عزيز الخارجية أقل من السابق، وكانت آخر مرة ظهر فيها رسميا في مناسبة عامة يوم 19 آذار (مارس) عام 2003 عشية الحرب للاطاحة بصدام بغية القضاء على شائعات بأنه ضرب بالرصاص أو تم شنقه.

وكان عزيز رقم 43 في قائمة المطلوبين للولايات المتحدة من المسؤولين العراقيين عندما قام بتسليم نفسه للقوات الاميركية اواخر نيسان عام 2003 بعد اسبوعين من سقوط نظام صدام ثم ظهر كشاهد في محاكمات سابقة لاعضاء النظام السابق بمن فيهم صدام.

وفي آذار (مارس) عام 2009 حكم عليه بالسجن 15 عاما لدوره في اعدام عشرات التجار في عام 1992، ثم حكم عليه بعد ذلك بالسجن سبعة أعوام في اب (أغسطس) عام 2009 لاشتراكه في عمليات تهجير اجباري للاكراد من شمال العراق، وفي كانون الثاني (يناير) عام 2013 نقل الى المستشفى بسبب اصابته بجلطة.

وخلال محكمة الدجيل دافع طارق عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام حسين ومتهمين آخرين واصفاً الأول "رفيق دربه" وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي "صديق عمره".

وقد حمل في محكمة الأنفال صدام حسين مسؤولية العمليات العسكرية عام 1988 ضد الاكراد ومسؤولية قرار سحق انتفاضة في جنوب العراق عام 1991.



Top